نيوبريس24
نعت أحزاب اليسار المغربية رحيل أحد رموزها التاريخيين المقاوم محمد بنسعيد أيت إيدر الذي وافته المنية اليوم الثلاثاء 6 فبراير بأحد مستشفيات الرباط عن سن يناهز المئة سنة.
وجاء في بلاغ للمكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي أنه تلقى “بحزن وأسى عميقين نبأ وفاة المناضل الوطني والتقدمي الرفيق محمد بنسعيد أيت يدر بعد مسيرة طويلة حافلة بالنضال سواء في مرحلة الاستعمار المباشر من أجل الإستقلال الوطني أو في مرحلة ما بعد الاستقلال الشكلي من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وقدم الحزب تعازيه لأسرة للحزب الاشتراكي الموحد ولكافة مناضلات ومناضلي الصف الديمقراطي التقدمي
ومن جهته قال حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي في بلاغ له بالمناسبة “نودع اليوم، قامة فذة في صفوف النضال الوطني والشعبي، فقد كان الفقيد مثالاً يحتذى به في الثبات والإصرار ومدافعا شجاعا على تحقيق الحقوق والمبادئ النبيلة.
وعبر عن تقدير مناضلات ومناضليه العميق للمسار الحافل بالتضحيات الذي قطعه المناضل المجاهد محمد بن سعید آیت يدر في سبيل خدمة شعبه ومجتمعه”
وأكد البلاغ على ضرورة استمرار التمسك بمبادئ النضال حتى تحقيق الديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية، التي ناضل من أجلها المناضل المجاهد محمد بن سعید آیت پدر.
وهيمن خبر رحيل المناضل اليساري، على العناوين الرئيسة لمختلف المنابر الإعلامية الإلكترونية المغربية، وجاءت عناوينها كلها تقديرا لمسيرة الرجل سواء في المقاومة ضد المستعمر الفرنسي أو في النضال السياسي في صفوف “منظمة العمل الديمقراطي الشعبي” التي ساهم في تأسيسها وترأسها (أمين عام) سنة 1983.
وعرف الراحل المزداد سنة 1925 بقرية تيمنصور بإقليم اشتوكة آيت باها بمنطقة سوس، بانخراطه في مقاومة الاستعمار، وكان من كوادر المقاومة وجيش التحرير، حيث قاد عددا من الخلايا التي خاضت الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي، وتولى المسؤولية السياسية عن جيش التحرير المغربي في الجنوب، وشغل عضوية المجلس الوطني للمقاومة.
وتحول الراحل بعد الاستقلال إلى العمل السياسي لينضم إلى صفوف المعارضة، حيث تعرض للاعتقال، وبعد خروجه من السجن، عاش في المنفى، ليستقر في فرنسا، وبها ساهم في تأسيس “منظمة 23 مارس” اليسارية المعارضة.
وتميزت مسيرته السياسية بالشراسة في المعارضة، وكان البرلماني الوحيد عن حزبه، ممثلا لمسقط رأسه، شأنه في ذلك شأن السياسي الراحل علي يعتة، الأمين العام السابق لحزب التقدم والاشتراكية، الذي كان بدوره البرلماني الوحيد عن حزبه في سنوات الثمانينات.
وترك الراحل محمد بنسعيد آيت إيدر بصماته على المشهد السياسي خاصة اليسار المغربي، كانت واضحة، فقد شكّل إلى جانب القادة التاريخيين للتقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، نواة صلبة لمعارضة لم تكن تهادن الحكومات المتعاقبة، والتي من بين وزرائها، الوزير القوي في مرحلة الملك الراحل الحسن الثاني، وهو إدريس البصري.
ومن بصماته التي ستظل إلى جانب رصيده في المقاومة ضد المستعمر والنضال السياسي، أنه كان أحد المساهمين سنة 1992 في تأسيس الكتلة الديمقراطية التي ضمت مختلف الجهات اليسارية في المشهد السياسي المغربي.
وينتظر أن يوارى جثمان الفقيد بنسعيد أيت إيدر الثرى بعد عصر يوم غد الأربعاء 7 فبراير 2024 بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء.