تسجيل الدخول

الحرب ولا شيء غير الحرب

اقلام حرة
said rahim15 يونيو 2025آخر تحديث : منذ 4 أسابيع
الحرب ولا شيء غير الحرب

سعيد رحيم

منذ الجمعة 13 يونيو 2025 ونحن نتابع تطورات إندلاع الحرب التي باغث فيها كيان الإسرائيلي المحتل دولة إيران ـ العضو بالأمم المتحدة – دون سند قانوني. طبعا لا حديث عن القانون حين يتعلق الأمر بإسرائيل. إنها خارجة عن القانون. والجميع يعرف أن وجود إسرائيل لا يكتمل أمميا إلا بوجود دولة فلسطين، طبقا لما تم تسطيره في عام 1948، لم ينل منه الفلسطينون سوى القتل والدمار والترحيل والتجويع والنفي على مرأى ومسمع عالم متواطئ ومن لم يتواطأ يتم كسر ظهره بشتى الوسائل.

نتابع أخبار الحرب “المباغتة”؛ تطوراتها وتداعياتها، ملتصقين، متنقلين بين القنوات الفضائية ووسائط التواصل الاجتماعي وأقوال وافتتاحيات وتحليلات الجرائد الدولية. نتجرع ونستفرغ بيننا على المدرجات والكراسي وفي الممرات وعلى متن الحافلات والقطارات والطائرات وفي أروقة الأسواق كل ما نسمع ونرى حتى غدت الحرب بآثارها وتداعياتها جزء أساسيا من حياتنا اليومية، شئنا ذلك أم أبينا.

فعماذا يبحث المتحاربون وقد صاروا يتحكمون في ميولاتنا وفي اختياراتنا وفي مواقفنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية أيضا. تحكما يفضي إلى التوجس من بعضنا البعض حتى ونحن غير منخرطين فيها بشكل مباشر. وهل ستتوقف هذه السلسلة المترابطة من حروب في الشرق الأوسط ـ كما أردوا له بهذا الاسم ـ متلبسة بأقنعة دينية أو أسطورية بينما غايتها أرض وطاقة وثروات سطحية وباطنية.. وتموقع استراتيجي لأهداف عسكرية واقتصادية.

في الوضع الذي نعيشه منذ سابع أكتوبر 2023، وإن كان الأمر يمتد لعشرات السنين قبل هذا التاريخ بسبب استعمار فلسطين، فإن مسألة الحرب الإسرائيلية مدعومة من أمريكا قد صارت نمط حياة ثابت ومستمر لا يمكن أن يتوقف ولا ينحصر في احتلال كامل لفلسطين وتشريد شعبها الأعزل، بل يمتد إلى ما هو أكثر وأفظع. حلم غزو العالم؛ عبر تقويض روسيا بعد كسر إيران على غرار ما فُعل في العراق وسوريا والمراهنة، على المدى البعيد على محاصرة ثم غزو الصين.. وكل من ليس مواليا للرأسمالية المتوحشة المبنية على العقيدة الحربية.

في فبراير من عام 1988 خاطب الرئيس الأمريكي رونالد ريغان نظيره السوفياتي آنذاك ميخائيل غورباتشوف بالقول: “إهدم هذا الجدار!” وكان يقصد جدار برلين الذي بني سنة 1961 يفصل بين الألمانيتين. هدم غورباتشوف الجدار ولم يكن يدري أنه هدم بلده!.

عملية “شبكة العنكبوت” التي أجهزت في سرية تامة بواسطة مسيرات على عشرات الطائرات الحربية في عمق الأراضي الروسية يوم فاتح يونيو 2025 جاءت في خضم مفاوضات سياسية بين الروس والأوكران في تركيا وفي ظل مناخ تفاهم ثنائي مُغري بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين. تضمنت عملية “شبكة العنكبوت” رسالتها القوية: “المفاوضات الدبلوماسية لا تغير شيئا في العقيدة العسكرية الحربية لأمريكا راعية إسرائيل وليست راعية السلام في الشرق الأوسط”، كما قيل في وقت سابق.

قبل شهور لاحظ العالم كيف أدى تراجع روسيا عن دعم النظام السوري إلى سقوط دمشق في قبضة التوسع الأمريكي الإسرائيلي وإضعاف موقف موسكو في المنطقة، في ظل حديث ضامر حول تفاهمات بين الوضعين في أوكرانيا وفي الشرق الأوسط. سقوط سوريا فتح أجواء المناورة السياسية تمهيدا لإطلاق الضربة المباغثة لإيران. إنه المشهد السوريالي الذي طالما حلمت به إسرائيل وإن كانت لا تتوقع حجم الرد الإيراني في عمق تل أبيب.

هل تقبل أمريكا بإذلال إسرائيل في حرب توسعية خطط لها من زمان؟ وهل ستبقى إيران وحدها في حرب حياة أو موت! إنها الأسئلة المفصلية في أوج مراحل توحش نظام الرأسمالية العالمية، التي لا يمكن لها البقاء على وجه الأرض إلا بتأجيج حروب وفتن لن تنجح بدورها في مهامها القذرة إلا باللجوء إلى استخدام أسلحة الدمار الشامل، أقلها القنبلة النووية!!!.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.