تسجيل الدخول

أمريكا تطلق رصاصة الرحمة على نعش الأمم المتحدة

2025-06-22T15:12:10+00:00
2025-06-22T15:12:46+00:00
اقلام حرةالسياسةالمجتمعخارج الحدود
said rahim22 يونيو 2025آخر تحديث : منذ 3 أسابيع
أمريكا تطلق رصاصة الرحمة على نعش الأمم المتحدة

سعيد رحيم

سيسجل التاريخ أنه صباح يوم 22 يونيو /حزيران 2025 أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية رصاصة الرحمة على نعش منظمة الأمم المتحدة بعد ثمانين عاما على تواجدها بديلا عن عصبة الأمم البائدة.

تأسست الأمم المتحدة، التي ينتظر الإعلان عن طمرها رسميا، من أجل منع الحروب في أعقاب الحربين العالميتين الأولى والثانية، حيث نص ميثاقها على الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وحفظ حقوق الإنسان، وتقديم المساعدات الإنسانية، وتعزيز التنمية المستدامة، ودعم القانون الدولي، وهو ما لم تقم به إلى حدود اليوم.

الضربة التي وجهتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى مواقع داخل التراب الإيراني هذا اليوم ـ بعد أسبوع على إشعال إسرائيل فتيل الحرب المباغثة على نظام طهران تحت شعار معلن “ضرب منشآت إيران النووية وإسقاط نظام الحكم فيه” ـ هي ضربة قاصمة بشكل لا رجعة فيه للنظام الدولي، الذي نشأ بعد الحرب الكونية الثانية، سواء تعلق الأمر بإيران أو غير إيران.

ومن غير الدخول في حيثيات الحرب وأبعادها الجيوستراتيجية من وجهة نظر التوسع الرأسمالي الإمبريالي الأمريكي، الأمر الذي بات معروفا لدى الجميع، فإن ما قامت به الولايات المتحدة يمثل القطيعة النهائية مع عهد ما كان يطلق عليه “الشرعية الدولية” وعهد ترسيم الدخول في عصر “الهمجية العالمية”، عصر يتحكم فيه منطق القوة مجردة من أي وازع دبلوماسي أو غيره من القيم ومن المزاعم الأخلاقية المتهالكة.

إن الأمر هنا لا يتعلق بإيران بل فوهة نارية مفتوحة في وجه أي دولة أو بلد أو شعب له طموح تحقيق استقلاله الذاتي وبناء مستقبله ومستقبل أجياله القادمة ماديا ومعنويا بمعزل عن قوى الاستعمار الخارجي ليس للأمم المتحدة أي سلطة لتنفيذ قراراتها ولا مضامين ميثاقها المعلق حبرا على ورق. كما ليس لشعوبها أي مصلحة في حروب بعيدة عنها لا تخدم سوى مصالح الطبقات السائدة المسيطرة على الاقتصاد وعلى الصناعات العسكرية في زمن بلغت فيه الرأسمالية العالمية أوجه مراحلها إذ لا يمكنها الاستمرار دون غزو بلدان وشعوب أخرى، نهب ثرواتها وأراضيها وإبادتها حتى، كما صار قرونا مع الهنود الأمريكيين الأصليين.

يذكر هذا الذي نعيشه اليوم بنهاية عصبة الأمم منتصف أربعينيات القرن الماضي بعد عجزها عن تحقيق الحفاظ على السلام العالمي ومنع اندلاع الحرب العالمية الثانية، مما أدى إلى حلها رسمياً. هو نفس المصير الذي تتواجد أمامه هيئة الأمم المتحدة اليوم، على عتبة حرب عالمية ثالثة مطلة بخياشمها المرعبة.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.