تسجيل الدخول

الصراع الطبقي يخترق المشهد الحزبي في المغرب

2025-10-20T19:44:32+00:00
2025-11-09T00:41:12+00:00
اقلام حرةالسياسةالمجتمعتقارير
said rahim20 أكتوبر 2025آخر تحديث : منذ 3 أسابيع
الصراع الطبقي يخترق المشهد الحزبي في المغرب

سعيد رحيم///

لا ينفصل ما يقع في المشهد السياسي الحزبي المغربي، ومنه ما خلفه اسم إدريس لشكر عقب انتخابه للولاية الرابعة زعيما لحزب الاتحاد الاشتراكي في مؤتمره الوطني الأخير، عما يعتمل من صراع طبقي، ظاهره وخفيه، داخل المجتمع المغربي ككل .

بعيدا عما دار من جدل وتنافر في الألقاب والأوصاف نرى من باب تكرار للظاهرة، أن إدريس لشكر بما أثير حوله من خلافات، ليس شخصا منعزلا، متفردا عن الصراع الطبقي الذي اخترق ويخترق كل طبقات وفئات المجتمع، بما فيه طبعا هذا الحزب منذ ما قبل نشأته في عام 1975، وما شهدته هذه النشأة من تدافعات قوية ناجمة عن صراعات طبقية سابقة، بلغت حد الصراع الدموي منتصف السبعينات.

غير أن المؤكد في صيرورة هذا الحزب؛ تأسيسه وبناء إيديولوجيته، خططه، برامجه واستراتيجيه.. كان على يد مثقفي ومناضلي البورجوازية الصغيرة، المعروفة سوسيولوجيا بتذبذب مواقفها وسعيها التسلق إلى السلطة مما جعل تنظيمها الحزبي، في ظرف سنوات قليلة معرضا لاختراقات واستقطابات طبقية من الملاكين العقاريين وكبار الفلاحين المستفيدين من اقتصاد ريعي (مول الشكارة) يضمن الوصول إلى مقاعد بالمجالس المنتخبة عبر الإفساد السياسي والمالي. فقد شكل وصول هؤلاء إلى هذه المؤسسات المنتخبة، بطبيعتها المنحرفة عن قواعد وأساسيات الديمقراطية التمثيلية.. حلقة/ لوبيا ضاغطا على الحزب الذي لم تكن علاقته، بدوره، واضحة بما يكفي، منذ البداية، بالطبقات الرئيسية المؤهلة للتغيير ولا بجوهر الخطاب الايديولوجي والشعارات السياسية المجسدة للإشتراكية العلمية، كما صادق عليها مؤتمروه في لقاءاته ومؤتمراته السيادية المتوالية، وزاد سعيه الارتباط بالسلطة من التباس مواقفه بل تحوله إلى نسخة من باقي النسخ الحزبية الشكلانية.

وقد عرف الصراع الطبقي داخل هذا الحزب مدا وجزرا ،ـ بعد ولادته الإستثنائية ـ انشقاقات متتالية منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي إلى ما بعد “التناوب التوافقي”.

صراعات طبقية بين فئاته من البورجوازية الصغيرة وعناصر اصبحت متنفذة في القرار الحزبي من الملاكين الكبار والرساميل الريعية المرتبطة مصالحها بمصالح التحالف الطبقي السائد بما فيه من كمبرادور… ، الذين تمكنوا من السيطرة على الحزب ايديولوجيا وسياسيا وتنظيميا إلى درجة فقدانه أي علاقة بما كان يعتبر من ثوابث الحزب.

ولذلك فما إدريس لشكر إلاّ تجليا لهذا الصراع وممثلا للطبقة المسيطرة على الحزب اليوم وخلال العقدين الأخيرين، انسجاما مع المسار المائل الذي خرج منه التنظيم قبل نصف قرن.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.