ليلى الشافعي
تميز حفل افتتاح الذكرى الثلاثين لمهرجان تطوان لسينما البحر بعرض لوحة فنية من إبداع عضوات كورال موازين تطوان، بأغان أندلسية امتزجت فيها أصوات نسائية وذكوريو أمتعت الجمهور الحاضر بكثافة.
وجرى فور الكلمة الترحيبة التي ألقاها أحمد حسني رئيس المهرجان تكريم المفكر والناقد نور الدين أفاية، الذي أشاد بتطوان كقبلة تستقطب مختلف نخب السياسة والثقافة وبمؤسسي مهرجانها السينمائي معمرا الساحة الفنية منذ تأسيسه قبل ثلاثين عاما.
وتم بالمناسبة عرض مبتسر عن تاريخ تطوان ومكافحته للاستعمار الإسباني بواسطة رجالات الحركة الوطنية كعبد الخالق الطريس. وأشار المتحدث إلى أن تنامي قوى اليمين المتطرف في أوروبا، وفقدان دول أوروبا لروحها، دفع بنخب أخرى إلى عدم التخلي عن إنسانيتها؛ ومن بين هؤلاء النخب السينمائيين، الذين بادروا، إلى تنظيم لقاءات ضمن مهرجان تطوان السينمائي.
وتم التعريف بعشرة أفلام مشاركة في المسابقة الرسمية، وأربعة أفلام المفضلة، وتقديم لجنة تحكيم الأفلام الطويلة الرسمية ترأسها المخرج وكاتب السيناريو الفرنسي ليوناردو دي كوستانزو وتكون من المخرج المصري أمير رمسيس والمخرجة المغربية أسماء المدير والمخرج والممثل الفرنسي سيرج باربوشيا والمنتجة البرتغالية إيزابيل ماتشادو.
إلى جانب تقديم لجنة النقد “مصطفى المسناوي” المكونة من الناقد السينمائي سيدريك ليبين والإعلامية والناقدة المغربية فاطمة الإفريقي والإعلامي والناقد الإيطالي فديريكو بونتيجيا هذا فضلا عن تقديم لجنة تحكيم محترفات تطوان لدعم السيناريو قيد التطوير وهي تتألف من الكاتب والمفكر المغربي نور الدين أفاية، والكاتبة وكاتبة السيناريو الفلسطينية ليالي بدر والمخرج وكاتب السيناريو والمنتج الإسباني إغناسيو فويلطا والمنتج الألماني كريستوف طوك؛ هذه اللجنة التي ستنظر في 19 مشروع تطوير سيناريو، وهي عبارة عن سيناريوهات وضعها عدد من المخرجين وكتاب السيناريو المكرسين على امتداد حوض الأبيض المتوسط.
وعزف على آلة الساكسوفون الفنان إيهاب الغايبة الذي أبهر الجمهور بعزفه على خلفية صور جميلة لمغرب اليوم تتداعى خلفه في مشاهد مثيرة. وقد عزف موسيقى أغنية “أبنت بلادي سلبوني عينيك” لعبد الصادق شقارة وأغنية وموسيقى “حبيب القلب كولي واش كتبغيني” وموسيقى فيلم “تيتانيك” وموسيقى بعض الأفلام الأخرى. وكان لهذه الفقرة بجمالها اللامتناهي وقع خاص على المتلقين.
بعد ذلك أوفت لحظة الاعتراف بقامتين كبيرتين، إحداهما من المغرب وهو المخرج المغربي نبيل عيوش الأخرى لفنان تقاطعت في شخصيته الانتماء لأكثر من بلد عربي (السعودية، فلسطين، الأردن ومصر) وهو الفنان إياد نصار.
وقدمت القائمة الأولى الكاتبة والمخرجة وشريكة حياة نبيل عيوش، مريم التوزاني، الذي قال إنه حضر المهرجان في دورته الأولى سنة 1995، وكان يومها مخرجا شابا في حوزته بضعة أفلام قصيرة مشيرا إلى إلتزامه مع مؤسسة “علي زاوا” بكل ما يهم البؤساء من أطفال الشوارع وغيرهم،
وتسلم ذرع التكريم من مدير المركز السينمائي المغربي محمد رضا بن جلون.
أما بخصوص إياد نصار، الذي عرف مسارا فنيا متوهجا بعد أن مثل في أكثر من عمل تلفزيوني وسينمائي، فقد قدمته سارة الركراكي نائبة المدير التنفيذي للمهرجان، قائلة إنه فنان دائم التألق، يختار أعماله بعناية، وأن شغفه الأول كان بالفن التشكيلي قبل أن ينتقل إلى التمثيل في التلفزيون والسينما.
واستطردت أن اسمه لمع في تنقله برشاقة بين مختلف الأنماط السينمائية، هذا فضلا عن حرصه على استثمار صورته في خدمة قضايا إنسانية عديدة.
وفي كلمة له، تحدث الفنان إياد نصار عن مدى سعادته لتواجده في مدينة تطوان وفي الدورة الثلاثين لمهرجانها السينمائي، كما شكر الجمهور الحاضر. وقد سلمه درع التكريم رئيس مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط السيد أحمد حسني.
وتم عرض فيلم الافتتاح، شريط إيطالي بعنوان “سارق الأطفال” لمخرجه جياني أميليو، وهو يحكي عن امرأة من سيسيليا تعيش في ضواحي مدينة ميلانو، تتهم بأنها تجر ابنتها، ذات الأحد عشرة سنة، إلى عوالم الدعارة. يكلف الدركي بمرافقة الفتاة وأخوها إلى ملجأ تابع للكنيسة، لكنهما لم يرحب بهما هناك، فاضطر أنطونيو للرجوع بهما إلى سيسيلسا وإيداعهما بمعهد متخصص.
تجدر الإشارة إلى أن أفلام المسابقة العشرة هي الفيلم الإيطالي “عروسة الجبال” لماورا ديلبيرو، والفيلم المغربي “المرجا الزرقا” لداوود أولاد السيد، والفرنسي “موسيقى تصويرية لانقلاب” لجوهان كريمونبري والتركي “لعبة منزلية” لأوميت أونال والإيطالي “الوقت اللازم” لفرانسيسكا كومينتشيني والإسباني “لا غيتارا فلامينكا دي ييري كورتيس” لأنطون ألفاريس والفرنسي “المملكة” لجوليان كولونا والإسباني “حيوان ثديي” لليليانا طريس والمغربي “سوناتا ليلية” لعبد السلام الكلاعي والتركي “فكرة” لطيفون بيرسيليموغلو.
كما أن الأربعة أفلام “المفضلة” أو “خفقة قلب” كما ورد في وثائق المهرجان، هي الفيلم الإسباني “السلام عليك يا مريم” لمار كول والفرنسي التونسي القطري “سودان يا غالي” لهند المؤدب، واليوناني، الدنماركي والانجليزي “نحو أرض مجهولة” لمهدي فليفل والتونسي الإيطالي “عصفور الجنة” لمراد بن الشيخ.
تجدر الإشارة إلى أن مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط سيختتم في فاتح نونبر المقبل.

