تسجيل الدخول

إنتهت إسرائيل

said rahim10 أكتوبر 2023آخر تحديث : منذ سنة واحدة
إنتهت إسرائيل

سعيد رحيم

انتهت أسرائيل إلى غير رجعة. حتى ولو كنا خاطئين وكذبتنا الأيام القليلة القادمة فإن إسرائيل قد انهزمت وأفل نجمها الساقط، وانتهت إلى الأبد في الساعات الأولى لثورة طوفان الأقصى في يوم “7 أكتوبر 2023”.

إن مقارنة بسيطة بين التقنيات التي استعملتها المقاومة الفلسطينية الشعبية غير النظامية؛ زمانيا ومكانيا وآليات وطرق الهجوم والكر والفر وتسديد الضربات وجمع الأسرى وملاحقة قطعان المستوطنين الفارين من مستوطنات الذل والعار وتوثيق الحدث.. من جهة وبين ما أحدثته جيش الاستعمار الإسرائيلي – فور اسيقاظه من الثمالة ليلة ثورة الأقصى، وهو، “الجيش الذي لا يقهر” – من خراب وتدمير للمنازل والمصالح الإدارية وقصف سيارات الإسعاف عن بعد وقتل ومعاقبة جماعية لسكان غزة المحاصرين من سنوات طوال خاصة الأطفال والنساء والشيوخ.. من جهة أخرى، لدليل قاطع على الرعب الذي استقر في قلب إسرائيل المهزوم سياسيا وعسكريا..

راعي الحروب

تعززت هذه النهاية الحتمية بتدخل ” راعي السلام” أو الحرب الأمريكي ببارجته الحربية الأكبر “جيرارد فورد” لحماية المحتل عوض استعمال قوته لإخراح وتفعيل قرارات الأمم المتحدة لبناء السلم بين الطرفين المتنازعين على قاعدة الدولتين.

البارجة العسكرية حاملة الطائرات، التي تشتغل بالطاقة النونوية تؤكد مشاركة أمريكا في العدوان على غزة، وعويل نتانياهو طلبا للنجدة والمساعدات الدولية وكأن كيانه قد أصابته ضربة قاضية من دولة عظمى دوخته وأفقدته صوابه وليس مواجهة مجموعات من الشباب الفدائيين الفلسطينيين مدربين على أسلحة تقليدية عادية أو مبتكرة محليا.

نهاية إسرائيل تبثت رؤيتها قبل سنوات، إلا لمن أصيب بالذعر فطريا، لولا خدعة موازين القوى التي برزت في أعقاب انهيار الاتحاد السوفياتي وعجز أمريكا عن استتباب السلم في المنطقة. فقد تأكد توجه أسرائيل نحو نهايتها من خلال اجترارها ومماطلتها ثم قطعها – بإيعاز من “راعي السلام” الأمريكي – لجولات المفاوضات، التي أعقبت اتفاق (غزة أريحا أولاً) مع التراجع التدريجي عن كل الاتفاقات وتصعيد الموقف بالحصارات وبناء المستوطنات وطرد السكان الفلسطينيين من بيوتهم في القدس وانتهاك الأماكن الدينية المقدسة في الأقصى والمنع والاعتداءات الهمجية واستباحة قتل الفلسطينيين يوميا فيما يصنف جرائم حرب وكأننا أمام سيناريو أكثر قساوة من جرائم رعاة البقر في حق الهنود الحمر، ولكن الشعب الفلسطيني المقاوم لم يكن الهنود الحمر!.

خريطة القتل

في نهاية تسعينيات القرن الماضي ومطلع الحالي انصب الكلام الدبلوماسي عن خارطة الطريق وهي مبادرة سلام في الشرق الأوسط التي اقترحتها اللجنة الرباعية: الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وروسيا والأمم المتحدة. كان هدف منها بدء محادثات للتوصل إلى حل نهائي لتسوية سلمية من خلال إقامة دولة فلسطينية بحلول 2005. ولكن شيئا من هذا لم يحصل. وقد كتبنا حينها “إن هدف إسرائيل وحلفاءها الاستراتبجيين من هذه الخريطة هو فتح الطريق نحو تدمير العراق وإعادته إلى العصر الحجري، على حد تعبير جورج بوش جينيور، وهي نفس العبارة التي رددها اليوم زعماء حكومة التطرف الإسرائيلي حيال غزة” وتظهر بشكل جلي في تدمير الطائرات الحربية الإسرائلية وقنابلها للمنازل على رؤوس أصحابها في غزة وقتل المئات أغلبهم أطفال وتدمير عشوائي لكل ما هو فلسطيني.. بما في ذلك المدارس التابعة للأمم المتحدة التي يلجأ إليها الأهالي للاحتماء من القنابل.

وزاد من الغطرسة الإسرائيلية المهووسة والمهزومة تحويلها ورقة التطبيع مع بلدان عربية إلى ضوء أخضر لتصعيد عدوانيتها العنصرية ضد الشعب الفلسطيني؛ قتله وتجويعه ومنعه من أبسط ضرورات الحياة.

كل هذه الممارسات التي لم يشهد التاريخ المعاصر مثلها على الأقل منذ الحربين العالميتبن تؤكد أن إسرائيل قد قدمت كل ما لديها وكشفت عن كل أوراقها العدائية حيال الإنسان تحت الاحتلال وحيال قرارات الأمم المتحدة.. و لذلك تكون قد حكمت على نفسها بالزوال.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.