محمد الخلادي
عند بدايتها ظهرت السينما كاستجابة لحاجة الترفيه والتسلية للطبقات المالية الصاعدة بامريكا la ruée vers l’or ولم تكن فنا وكان أول من تحمس للعمل في هدا المجال هم اليهود و اصبحت بعد دلك الفن الرائع الخلاب المتعدد الرؤى والاتجاهات، الذي لخص الحياة البشرية بعدسة صغيرة، واختصرت حقبا تاريخية طويلة، وعبرت عنها عبر منتوج بشري لا مثيل له، وعكست حالة الإنسان ونمط حياته, منذ أن وجد على الأرض وحتى آخر لحظات حياته.
وجمعت السينما الفنون في قلبها واحتوتها في كينونتها، وعبرت عن نفسها فيها، وتجلت إبداعاتها في إبراز وجوه الجمال والعظمة في كل الفنون التي تخللتها، حتى سميت بالفن السابع.
واستطاعت السينما بسحرها أن تجمع كل الأطياف البشرية على مختلف الأعمار والثقافات والأفكار والمعتقدات، وجمعتهم حولها وأنفذت رسالة منتجيها إلى أعماق أعماقهم ليقوموا مشدوهين وفي عقولهم ذلك النسج الذي أثرى خيالهم, وكأنهم تحت تأثير السحر.
السينما كالمرآة فهي الفن الذي يعكس حضارة المجتمع وثقافته ووعيه, وسلوكياته وعاداته وتقاليده ومدى ارتباطه بركب العالم الحديث.
والسينما تستطيع من خلالها التعبير عن آمال وطموحات الأمم والرؤى والأحلام التي لديها. كما أنها قد تضفي صفات تاريخية لقوم ليس لهم علاقة بها لاقتضاء المصلحة ذلك.
وقد تسلب آخرين صفات أخرى كانت فيهم, فإما بالتشويه المتعمد والفبركة المقصودة, أو بإضفاء الباطل في صورة الحق لتخدم أهدافا معينة لمن يتحكمون فيها.- الهنود الحمر –
الرسالة التي يتلقاها الإنسان من مشاهدته محتوى ما, تظل مؤثرة في قلبه وعقله ووجدانه ومشاعره, وللأسف, فقد وقعت تلك الأداة العلمية والعملية والتاريخية الفتاكة في أيدي أفجر وأشر أهل الأرض, واستخدموها بحنكة وحرفية فاقت تصورات إبليس نفسه.
فبعدما كانت الكتابة والأشعار والجداريات التي عرفتها الحضارات العريقة القديمة, والتي كانت توثق الحقب التاريخية المتباعدة عن طريق الرواية والكتابة الخطية, أصبحت عدسة السينما تؤرخ اللحظة التاريخية وقت حدوثها, وحتى لو مرت تقوم على أرشفتها وصياغتها بالصورة التي تريد أن تخرج عليها كما تريد.
اين اختفت السينما اليوم تلك القاعات التي يا ما تعاركنا امام ابوابها للحصول على ورقة الولوج لقاعة العرض ويا ما كانت اولى الروافد الثقافية التي انفتحنا عليها ونحن تلاميد أتأسفت كثيرا لما مررت امام قاعة الكوليزي بالرباط داك الاسبوع ووجدتها منزوية في ركن معتم وكانها الخراب ..وكأن داعش مر من هنا ..p