بوشعيب شكير
لا تخلو نقاشات الأفراد وحواراتهم من تباين في الآراء وزوايا النظر، وهذا الأمر عادي و مقبول وصحي و يعود إلى اختلاف في المرجعيات و التوجهات السياسية والنقابية ، والمستويات الثقافية والفكرية. قد لا ينتج عن هذا التباين صراع بين الأفراد، لكن الأمر يتحول إلى إشكالية عندما يدخل عنصر الشخصنة personnalisation في معادلة النقاش، عند ذاك يتحول الاختلاف إلى خلاف شخصي وإلى تصفية حسابات ضيقة .
مناسبة هذا الكلام هو انني كتبت مقالا بعنوان ” العمل النقابي في زمن التفاهة والتافهين “في مجموعة الليدر شيب leadership قدمنا فيها عناصر ومحاور و أفكار تهدف إلى المساهمة في النقاش العمومي حول ما آلت إليه وضعية العمل النقابي ببلادنا بصفة عامة وبقطاع الصحة على الخصوص.وهي أفكار جديرة بالمناقشة والتحليل و الأخذ والرد والتفاعل إما سلبا ام إيجابا
وفي الوقت الذي كنا ننتظر مقارعة الحجة بالحجة و نقاشا هادئا ومثمرا وردا بناءا على ماجاء في مقالنا سيرا على منهج الإقناع و الإقتناع و في إطار الإحترام المتبادل
،ارتأى صاحب خربشات “لي كلمة” الهجوم غير المبرر على شخصي وكذلك التطاول على المناضل الشهم عبد القادر طرفاي الكاتب العام للنقابة الوطنية لقطاع الصحة cgt santé المعروف لدى القاصي و الداني بنزاهتة واستقامته وثباث مواقفه.
اختار التطاول على عملة نادرة وأصيلة في عالم النضال والعطاء النقابي والمهني .
-مناضل معروف بالدفاع عن القضايا الحقيقية للموظفين (موقفه التاريخي من قانون التقاعد .هذا الملف الذي كان عضوا في لجنته التقنية لكنه رفض ان يكون طرفا في ارتكاب جريمة في حق الشغيلة لان التاريخ يسجل)
-مناضل معروف بدفاعه المستميث عن الحريات النقابية وعن المطرودين لأسباب نقابية ( قضية صندوق الموازنة وقضية المعهد الوطني للأنكلوجيا بالرباط و قضية بني ملال و قضية تطوان والحالات عديدة )
– مناضل وطني معروف في الاوساط النقابية بدفاعه عن القضايا الوطنية في المحافل الإقليمية و الدولية وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية
– مناضل معروف على الصعيد العربي و الدولي بنصرته للقضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية وقدم بالأفعال لا بالأقوال والشعارات تضحيات جسام منها تطوعه للمشاركة في عمليات جراحية وإستشفائية لإنقاذ إخواننا الفلسطينيين وذلك في عز القصف الإسرائيلي على غزة .
-مناضل ذو تجربة طويلة و كفاءة عالية وحامل لرؤية وتصور وليس فقط خربشات في الفايسبوك او كلمة او حرف او تدوينات شاردة.
-مناضل معروف بنضاله في الواجهة الإجتماعية ومعترف به كخبير في مجال الحماية الإجتماعية التي تشتغل عليها بلادنا.
-مناضل له تكوين قانوني عال ويعرف المنظومة الصحية جيدا وإشتغل على ملفات وقضايا قطاع الصحة باحترافية كبيرة لايضاهيه فيها أحد .
-مناضل لم يساوم في يوم من الأيام على حساب الشغيلة وعرضت عليه مناصب مغرية وكان يرفض ويعتذز بطريقته المعهود وفاءا لمبادئه و للشغيلة.
-رجل قنوع رفض الإشتغال في القطاع الخاص كطببب جراح لما كان يزاول في القطاع العمومي إحتراما لأخلاقيات المهنة و حرصا منه أن يكون حاضر دائما في تقديم الخدمات للمواطن على عكس الكثير من اطباء القطاع العام الذين يلهثون وراء مراكمة الأموال على حساب صحة المواطن من خلال المزاوجة بين القطاعين .
رجل خبرته عن قرب وأعرف معدنه الأصيل ووقوفه إلى جانب المظلومين في وقت الشدائد و الأزمات. وقد آزرني شخصيا في محنتي لما تم توفيقي عن العمل بصندوق المقاصة عندما كنت أواجه واحد من ديناصورات الإدارة المغربية ورمز من رموز الفساد ببلادنا في الوقت الذي إنفض الجميع من حولي خوفا وجبنا .
وانا افتخر بأن يكون صديقي وأستاذي و ان أتتلمذ على يده وأنا ممتن له على ذلك لأني تعلمت منه أشياء كثيرة وتكونت على يده وهو أول من لقنني أبجديات وتكتيكات العمل النقابي لما كان للنضال النقابي معنى وأفق.
-مناضل يستحق التكريم والتنويه عوض أسلوب الإهانة والتحجيم الذي اختاره صاحب “لي كلمة”
والذي يعاني من عقدة إسمها “عقدة طرفاي” وهذا حال العديدين وكل من يحس بالنقص ويعيش وهم المعرفة illusion of knowledge و تنقصه ثقافة الإعتراف. وهذا هو حال كل إنتهازي يريد أن يتموقع على حساب رجل وطني شهم وقيادي نقابي متفرد ونزيه.و هذا حال كل من يريد فقط تمريغ سمعة خصومه النقابيين لالشئ سوى التموقع النقابي في مشهد نقابي بئيس وميؤوس منه وقد سبق ان تبرأنا منه ورفضنا المشاركة كنقابة في مسلسل و مسرحية ابطالها هواة و نعرف جيدا بدايتها ونهايتها.
لقد كنتم تتباكون وتنتقدون ليلا ونهارا إتفاق 2006 او ماكان يطلق عليه أنذاك باتفاق 100 درهم وتزايدون على الرجل..وكنتم تقدمون انفسكم المخلص و المنقذ و المدافع الشرس عن الملف التمريضي والممرضين .ها انتم توقعون وانتم راضون خائفون خانعون على أسوأ إتفاف في تاريخ الحوار الإجتماعي القطاعي …وها انتم تساومون و تبيعون الشغيلة بكل فئاتها مقابل ثمن بخس …وها انتم تسلمون وبكل طواعية قطاع الصحة بكامله لسلطة المال . …وها انتم تجهزون على مكاسب تاريخية ناضل عليها من سبقوكم و أدو ثمنا باهضا من حريتهم من أجل ذلك .وها انتم ترجعوننا إلى زمن الإستعمار والإستعباد زمن ماقبل 24 فبراير 1958 تاريخ صدور القانون الأساسي العام للوظيفة العمومية .بماذا ستقنعون أتباعكم ومريديكم بعد الآن وبماذا ستلقون الله.
إنه بفعلتكم هذه ترتكبون أكبر جريمة ومذبحة في تاريخ العمل النقابي .لذا فإن التاريخ سيلاحقكم كما لايزال يلاحق كل من تورط في إتفاقيات الذل والعار المشؤومة عبر الزمن .فالتاريخ يعيد نفسه لكن هذه المرة بصورة أفضع وأبشع .فإلى مزبلة التاريخ ولا عزاء للمتخادلين.
قديمًا قال الإمام على بن أبى طالب- رضي الله عنه :الرجال صناديق مغلقة مفاتيحها الكلام.. كلمات قالها الإمام للتعريف بشخصية الإنسان.
فالكلام يحدد أى الرجال أنت، عاقل أم أحمق.. متزن أم متهور حكيم أم موتور.. مسؤول أم أهوج.. صاحب رأى أم إمعة
هذه هى خلاصة أحاديث صاحب “لي كلمة” وتعاليقه المنفعلة و المتعالية التى قدم فيها نفسه الخائبة والسطحية والمريضة والإنتهازية . إنسان هروبى انسحابى مهزوز.. « تافه». يقوم بمهمة خبيثة وقذرة وهي إلهاء و توجيه القطيع “في لعبة تبادل أدوار مفضوحة ستنكشف مستقبلا.
واخيرا أقول لك إذا لم تستح فقل ماشئت
ولنا عودة مشروطة إلى الموضوع