سعيد رحيم /
قبيل تعيينه رئيساً للحكومة بأشهر تهرب سعد الدين العثماني في حوار إذاعي مع شخصية مرموقة في المغرب من الإجابة عن سؤال مباشر بشأن موقفه من “داعش” بقوله أنه “ليس هنا من أجل تصنيف أحد”. إلا أنه أول أمس السبت صنف ما قام به الدواعش خلال اليومين الأخيرين في حلب السورية ب”الطريق نحو الكرامة والحرية” مشبِّهأ ما قاموا به في حلب بعملية طوفان الأقصى سابع أكتوبر، بينما هؤلاء الدواعش (الإسلاميون) وأصنافهم – الذين لم يطلقوا ولو حجارة واحدة على إسرائيل – قاموا بإنزال لافتات طوفان الأقصى وبتمزيق الأعلام الفلسطينية.
وبذلك فإنه على خلاف الكثيرين ممن اعتقدوا أن الطبيب النفساني رجل “نية” وربما قد يكون مجرد شخص خجول أو مضطرب السلوك سياسيا وصاحب موافق غامضة.. وأنه لهذه الأسباب قد تم استقدامه ليلة التوقيع على التطبيع المشؤوم مع كيان الإجرام الإسرائيلي – الذي يدرف عليه حزبه اليوم دموع التماسيح – فإن العكس هو الصحيح، وهو لا يدري أن المرء مهما كان شأنه لا يمكن أن يبقى غامضا إلى الأبد.
فالسيد رئيس الحكومة والحزب الإسلامي سابقا واعي بما فعل وما يفعل وما قال وما يقول.. وهو يعرف متى يخرج عن صمته ومتى يستكين ومتى يتسلل عن أعين الصحفيين وكيف يتهرب من أسئلتهم الدقيقة.. و أساسا كيف يتلاعب بمشاعر الناس لكنه لا يدري متى تسقط عنه قلنسوة الإخفاء ليظهر زبطا عاريا في عناق المتعة مع الدواعش ومن دوعشهم!.