إذا لم يستدرك نتنياهو القرار الخطير الذي يجرّ البلاد إلى الانقسام الخطير فسيأخذ إسرائيل إلى المجهول. هكذا حذّر مجلس تحرير صحيفة واشنطن بوست.
أشعل اقتراح نتنياهو وائتلافه اليميني المتطرف، الذي يضعف قدرة المحكمة العليا الإسرائيلية على التدخل في القرارات الحكومية “غير المعقولة”، احتجاجات مقاومة مفتوحة ليس فقط من يهود إسرائيل المتقدمين والعلمانيين ولكن أيضا من الشركات والنقابات الكبيرة التي تعتزم الاستمرار في الإضرابات والإغلاق. ومن بين المحتجين الرئيس السابق للشاباك، جهاز الأمن الإسرائيلي، فقد أعلن نداف أرغمان، نهاية حكم نتنياهو بالقول: لقد فقد الناس. فهو يملك الائتلاف لكنه لا يملك الشعب.
ووقّع أكثر من 1100 ضابط احتياطي في سلاح الجو خطابا يشجب قرار نتنياهو الذي سيضر بأمن إسرائيل ويمزق الشعب ويفكك الجيش الإسرائيلي. وقرر هؤلاء الضباط الامتناع عن التطوع لواجب الاحتياط. ويظهر تصميم المحتجين على الاستمرار في التظاهر من خلال عباراتهم؛ فقد خاطبوا نتنياهو بالقول: لقد اخترت الجيل الخطأ للتشابك معه. ويبدو أن غضب المحتجين لا يأتي من فراغ؛ فالتشريع الجديد، الذي أخذ موافقة الكنيست، يمنح الحكومة التنفيذية حق تعيين القضاة ويذهب إلى حد اتخاذ قرار بضم الضفة الغربية، وهي دولة الفلسطينيين الموعودة.
ويرى مجلس تحرير واشنطن بوست أن على نتنياهو إيجاد حل وسط قبل أن يوقع الرئيس التشريع، ويمكن أن يفعل ذلك خلال عطلة الكنيست القادمة لإجراء محادثات. أما إذا لم يفعل ذلك فإنه سيزيد من حدة الانقسام السياسي في البلاد، وسيزيد من حدة توتر العلاقة مع الولايات المتحدة. لعلّ السيد نتنياهو يتجنب صبّ الوقود على حريق القمامة هذا.
المصدر: واشنطن بوست
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب