تسجيل الدخول

إشكاليات في ندوة الإعلام والقيم الإنسانية

said rahim22 يونيو 2024آخر تحديث : منذ 6 أشهر
إشكاليات في ندوة الإعلام والقيم الإنسانية

نيوبريس24

طرحت أسئلة وإشكاليات أساسية في الندوة الفكرية التي احتضنها المقر المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان مساء أمس الجمعة 21 يونيو 2024 بالرباط، حول موضوع “الإعلام والقيم الإنسانية في ضوء التطورات التكنولوجية”.

وشارك في هذه الندوة كل من إدريس بن سعيد أستاذ علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس بالرباط ومحمد حفيظ صحفي وأستاذ بكلية الآداب بنمسيك بالدار البيضاء وفاطمة الإفريقي صحفية بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية والكاتب الصحفي زإدريس كسيكس.

وجاء في الكلمة التقديمية أن هذه الندوة تندرج في إطار الذكرى 45 لتاسيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.

وأشار ادريس بن سعيد في مداخلته إلى التفاعل القائم بين الإعلام ومنظومة القيم الإنسانية من جهة والتطورات التكنولوجية من جهة ثانية و والتأثيرات المتبادلة ببن هذه العناصر في العمق، وذلك بالنظر إلى التحولات السريعة التي تعود إلى سياق عالمي رأسمالي يتميز بقيم المجتمع الاستهلاكي.

واعتبر أن المؤثرات الناجمة عن قيم المجتمع الاستهلاكي، باعتبارها قيم الهيمنة، أنها على الصعيد المحلي ومنذ سنة 1979 وضعت 25% من المواطنين مغاربة على الهامش مقصيين من التعليم ومن الهدر المدرسي خلف في صفوفها أزمات عقلية ونفسية فضلا عن الفوارق الطبقية والاجتماعية وضيق مجال العمل السياسي.

واعتبر أن هذا الوضع العام أدى إلى إضعاف المؤسسات مقابل تقوية الأجهزة وتقوية المخزن.. حيث هوامش الحريات اليوم أصبحت أضيق مما كانت عليه في سنوات الرصاص.

وقال أن القيم ليست الأخلاق والسلوك الحسن، فقط  بل هي منظومات تشتغل في تناسق وتناغم مع قيم الحرية والمسؤولية والكرامة.. وأنها قيم تتأثر بمحيطها الخاص والعام.

وأبرز أن ما يتم تفعيله على الصعيد المحلي من انتقائية لقيم تحكمها “المزاجية” قد أدى إلى خليط من القيم ينتج خطابات وليس قيما مما يشوش على القيم الإنسانية. وهو ما أحاله على فكرة “المجتمع المركب” للمفكر بول باسكون. أي أن طابع انتقائية القيم يؤدي  اضطراب قيمي ناجم، بدوره عن تدهور نمط العيش، وبروز قيم البقاء على قيد الحياة، لا غير.

وهكذا يرى بن سعيد إنه في ظل الوضع المجحف أصبح وصع الصحافي مهددا ومؤسسات صحافية في حالة إفلاس. كما أدى هذا الوضع إلى انسحاب عدد من الكتاب من الصحافة مخافة القوانين الزجرية خصوصا مع ظهور التكنولوجيا الجديدة الرقمية، حيث يمكن الحديث اليوم عن عالم جديد قارة افتراضية في عهد الأنترنيت وعن مفهوم الإنسان المرقمن المتصل وهو يتطور بسرعة.

وأكد محمد حفيظ على الحاجة إلى حرية الصحافة  ودمقرطة الإعلام مشددا على ضرورة الاهتمام بالتثقيف باعتباره من الوظائف الأساسية والأصيلة لمهنة الأعلامي اليوم بغض النظر عن التطورات التكنولوجية.. وكذا الحاجة الملحة إلى  التشجيع على الفكر النقدي.. ودعم السلام الدولي.

وشدد في هذا السياق على افتقاد  الإعلام في المغرب للحرية والديمقراطية ضاربا مثالا على ذلك ب”المجلس الوطني الصحافة”، ظل منذ نشأته خارج هذه المعادلة.

ومن جهته اعتبر إدريس كسيكس أن منظومة القيم تتحدد من خلال مالكي وسائل الإعلام ووثوقية الإدارة.  واستقلالية القضاء واحترام التعددية .. ولكن هذه العناصر قد تتراجع عند الاصطدام بضعف المطالبين بالحرية.

واعتبر في هذا الصدد موضوع اللقاء موضوعا ملتبس في ظل إعلام الدعاية المهيمن حاليا وفي ظل حداثة الصحافة في المغرب.

وقال إن ما يطبع الإعلام اليوم هو البعد الرأسمالي في تكنولوجيا الإعلام واتساع مجال حرية التعبير لفترة وجيزة مذكرا بنقاشات سنة 2005 حول من يستحوذ على المعلومة.

وسجل أن ظهور مفهوم صحافة المحتوى أدت إلى إبعاد الإعلام النقدي والتحقيق وشكلت بداية التخلص من المهنية وتبخيس المجال للإعلام لتحول إلى الإبتدال والصحافة الفضائحية..

وتأسيسا على ذلك اعتبى أن الخبر في ظل هذا الوضع أصبح يحدده مالكو المؤسسات الإعلامية بحيث لم تعد القيم في جوهر العملية الإعلامية.

وتطرقت فاطمة الإفريقي إلى الإعلام العمومي باعتباره أداة لتبرير خطاب السلطة والدفاع عن اختياراتها رغم ما تقدمه من بعض البرامج الفنية أو الثقافية.

واستعرضت بالمناسبة المراحل التي مر منها الإعلام العمومي المغربي منذ ظهوره في نهاية خمسينيات القرن الماضي وما طرأ عليه من تحولات ثقافية وقيمية وتربوية وهيمنة ونخبوية.

ثم انتقال الإعلام البصري في أقل من العقدين الأخيرين التركيز أكثر فأكثر على الترفيه والقضايا الفضائحية للرفع من المشاهدة.

وأشارت بالمقابل إلى ممارس التلفزيون الضغط على المتقفين والفنانين عبر الرقابة لأجل الحفاظ عن السلطة الرمزية.

غير أن التلفزة تشهد حاليا ثورة رقمية وتحولات عميقة وفق قيم معادلات مستحدثة مع ظهور منصات للتواصل الإجتماعي لا يحتاج تأسيسها إلى ترخيص من السلطة مما جعلها متحررة من قيود هذه الأخيرة.

وقد تسبب هذا من جهة أخرى في تدفق خليط إعلامي أفقد الإعلاميين وصناع الرأي سلطتهم الرمزية مع تزايد جمهور التفاهة وأحتكار “سبق الخبر” أو المصدر عند الرقميات التي تتحكم فيها المال والإنتقال إلى الإعلام العشوائي وتراجع الثقافة مقابل الهشاشة المعرفية وهيمنة الصورة بدل الكلمة وتدفق التضليل والأخبار الكاذبة.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.