تسجيل الدخول

فنون ومسرح على الرفوف

ثقافة وفنون
said rahim2 أغسطس 2023آخر تحديث : منذ سنة واحدة
فنون ومسرح على الرفوف

ناصر السوسي

بالأمس صباحا كنت أتناول طعام الإفطار و صديق عزيز من رعيلي .انشغل هو ولوحده بتحضير صينية الشاي شهية ، وأصر على أن نتناول الطعام بمكتبة بيته ،المطلة على زرقة الأطلسي، على نغمات سمفونية LES PRÉLUDES ” التي أبدعتها عبقرية الفنان المجري FRANZ LISZT .راقتني الجلسة، وامتعتني كثيرا من وجهين : لأنني كنت ضيف صديق حميم، ثم لأنني في خضم مكتبة خاصة ،غنية لم أعد أرى مثيلا لها إلا لدى أصدقاء الكتب و عشاق القراءة ، ولدى الباحثين الحقيقيين الشغوفين بالعلم والمعرفة في زمن أضحت صحون الطاووس الفاخرة والمتعددة الألوان و الأشكال تؤثت باحات الشقق .. رفوف أنيقة تزخر بعيون المؤلفات : بهاء طاهر ..عبد الرحمن منيف..كاتب ياسين. طعمة فرمان..جبرا ابراهيم جبرا..غسان كنفاني ..نجيب محفوظ..يوسف القعيد.. غوغول، مكسيم غوركي الذي يحدق في بشكل حاد، وشاربه الكث يغطي فمه ، من دفة رائعته “الأم “. ليون تولستوي..فيودور دوستويفسكي.. أنطون تشيخوف..اندري جيد ..جورج سيمنون ..غونتر غراس …هنري موللر ..الحجم الضخم ل ” الجبل السحري ” لطوماس مان..بين لقمة وأخرى، و بين رشفة و رشفة من كاس الشاي المعد بذوق رفيع تشعب حديثنا الثقافي لينصب على الفن المسرحي المغربي و مساءات الآحاد بالتلفزة المغربية CE SOIR AU THÉÂTRE .تذكرنا سوية ” مومو بوخرصة” و تجربة المسرح العمالي ..و” الحراز “، و”مقامات بديع الزمان الهمذاني” …لحكيم قنقون…حلاق اشبيلية..واقتباسات الأستاذ احمد الطيب لعلج.. ” مسرحية ” الرينك ” لمحمد قاوتي.. وبوغابة وألف حكاية وحكاية في سوق عكاظ” لعبد الواحد عوزري …كان صديقي وأنا اناقشه في الإنتاج المسرحي يحدق في وجهي مليا ثم يأخذ نفسا عميقا من غليونه المحشو بتبغ أمتستردام ..سألني عن مآل المسرح الاحتفالي كما تصوره عبد الكريم برشيد وعمن مايزال يتعشق أعمال محمد مسكين … ومحمد شفيق السحيمي ….وحوري الحسين ..فاطمة شبشوب.. الرائع حاضرا و غائبا المهدي الودغيري… عن كتابنا و نقادنا الكبار : الكاتب والفنان المسرحي الأستاذ محمد بهجاجي و الدكتور حسن المنيعي..عن مسرح الهواة …مسرح الناس..مسرح اليوم… ورواد الخشبة فأجبت : ” بالأمس فقط جافاني النوم وأنا ممدد على سريري فعركت سهادتي التي فاجأتني في عز ليلي بالاستماع والاستمتاع بعود الموسيقار محمد القصبجي و هو يعزف مونولوغ ” الذكريات ” على مقام نهاوند درجة دو DO و الأستاذ رياض السنباطي و هو يعزف بشجن صوفي نادر و عميق على “مقام كرد درجة لا LA ” ” أشواق ” ه ” كما هي أشواق جيل بكامله نشأ و تربى على تذوق الجمال و الشغف بالآداب، و الفن، و الموسيقى، و المعرفة البانية للذات، و المفتحة للشخصية، و المفجرة للوعي ..وبين تضاعيف ذلك كنت أستظهر لوحدي فقرات من ” مأدبة عشاء “Le dîner de gala” ل JEAN VILAR العرب الفنان الراحل الأستاذ الطيب الصديقي ثم عقبت على صديقي بعبارة احتفظت بها زمنا من “العواصف” لجبران خليل جبران : كل هذا كان بالأمس و الأمس حلم لايعود “….
من مكتبة صديقي الخاصة، و من قلب بيته أحيي كل فنان وكل عاشق حقيقي للفن المسرحي….

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.