مصطفى شكري
تحولت مقاهي وحدائق منطقة سيدي معروف بعين الشق الدارالبيضاء إلى مزابل ومستنقعات في ظل عجز المصالح الصحية والبيئية عن القيام بأدوارها المتمثلة أساسا في المراقبة والنظافة والحرص على سلامة المواطنين
وتترك هذه الاوضاع استياءً كبيرا لدى ساكنة سيدي معروف التي تناشد السلطات الوصية وجمعيات المجتمع المدني للقيام بحملات توعوية كما تدعو مجلس الجماعة إلى التحرك لمراقبة نظافة المقاهي وكذا الحدائق والبساتين والفضاءات الخضراء وفرض غرامات مالية على كل الاختلالات المسجلة بهذا الخصوص.
وإن معاناة ساكنة حي سيدي معروف غيض من فيض متاعب سكان عمالة مقاطعة عين الشق الذين تتلاعب الأحزاب السياسية بمصائرهم ومصائر أبنائهم ومصالحهم الحيوية، وبالرغم من كون أحزاب التحالف الحكومي (الاحرار ،البام والاستقلال ) تتمسك بضرورة الإبقاء على التحالفات على المستوى الجهوي والمحلي ، فإن مقاطعة عين الشق تشكل حالة فريدة بعدما تمرد منتخبو احزاب التحالف الحكومي على قرارات أحزابهم واختاروا الاصطفاف إلى جانب أحزاب أخرى وبلقنة المجلس المنتخب بشكل يدفع ثمنه سكان عمالة مقاطعة عين الشق قاطبة.
كما يعاني مهنيو النقل الطرقي بتراب مقاطعة عين الشق بشكل عام وبحي سيدي معروف على وجه خاص من عدة مشاكل وإكراهات والتي تم التطرق إليها من طرف رئيس مجلس مقاطعة عين الشق شهر يوليوز المنصرم رفقة أعضاء المنظمة الديمقراطية للنقل و اللوجستيك متعددة الوسائط ODTL. لاسيما تلك الإكراهات المتعلقة بصعوبة السير و الجولان بطريق 1100 “شارع سيدي معروف” و إحداث و تهيئة محطات سيارات الأجرة بصنفيها، بشارع محمد السادس و تقاطع شارع 2 مارس و القدس، و كذلك بتقاطع شارع أبوبكر القادري و شارع القدس، على مستوى مدار المستقبل،و أمام الفنادق المصنفة بسيدي معروف و طريق بوسكورة، كما تناشد ساكنة سيدي معروف مجلس مدينة الدار البيضاء، والجهات المعنية التدخل العاجل والفعال من أجل تحديث البنية التحتية ومضاعفة وسائل النقل الحضري و توفير خطوط جديدة، وتمديد خدمات الترامواي.
وتشهد منطقة المستقبل بحي سيدي معروف، وشوارعها (أبو بكر القادري/ أنس بن مالك) حالة من الضعف والغياب الأمني سبقت الاشارة إليه في عدة مقالات، وبهذه المناسبة نعيد تذكير من يهمهم الأمر بضرورة مراجعة النموذج الأمني والتنموي بهذه المنطقة وعدم الإستمرار في سياسة الآذان الصماء والعمل على إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن تحكم عصابات اللصوص وقطاع الطرق قبضتها على مفاصل المنطقة والمدينة ككل. ويشبّه بعض الدارسين حسب موسوعة ويكيبيديا منطقة سيدي معروف بالغابة الإسمنتية التي تزداد كثافة ًمع مرور الوقت، حيث تكاد تنعدم المجالات الخضراء والملاعب ودور الشباب، وغياب تهيئة فاعلة وحكيمة، إضافة إلى ضعف التواجد الأمني، وهذا الأمر هو تكرار لنفس الدوامة والأخطاء التي عرفتها الأحياء الشعبية الداخلية لمدينة الدار البيضاء في وسط المدينة، مما يجعلها قابلة لتعشيش الجريمة واحتضانها، حيث باتت تعرف نموّا غير مسبوق بشكل متصاعد، أمام تزايد العجز والاحتواء من طرف المسؤولين للخروج بسياسة أمنية مُجدية تكبح تطور ظاهرة الجريمة في حي سيدي معروف والدار البيضاء بشكل عام. وللحديث بقية.